ارتباط أزواج العملات

يتضمن سوق الفوركس عمليات تداول للعملات بهدف تحقيق أرباح من تلك التداولات.
ويُعد سوق الفوركس هو السوق الأكبر والأكثر سيولة حيث تُجمع فيه العملات في شكل أزواج يتسنى لأي متداول بيعها أو شرائها.
ومن ثم فهذا يعني أن أي متداول يشتري أو يبيع بالفعل زوج من العملات وليس عملة واحدة، ومع ذلك فعندما يشير المتداولون إلى الصفقات التي يمتلكونها أو يرغبون في فتحها فإنهم يذكرون أنهم اشتروا يورو أو دولار أمريكي أو غير ذلك من العملات، في حين أنهم في حقيقة الأمر قد اشتروا اليورو في مقابل عملة أخرى.
يُعد هذا التمييز أمرًا بالغ الأهمية، فعلى سبيل المثال يمكن أن يشهد تداول اليورو باعتباره أحد العملات نتائج متباينة في يوم ما، حيث يشهد زوجي العملات اليورو/ الدولار الأمريكي و اليورو/ الين الياباني انخفاضًا، في حين يرتفع زوج العملات اليورو/ الجنيه الإسترليني
وبالنظر إلى أزواج العملات الثلاثة المذكورة نجد أن اليورو قد أخد اتجاهًا هبوطيًا عند مقارنته بالدولار الأمريكي والين الياباني، في حين أنه كان في اتجاه صعودي عند مقارنته بالجنيه الإسترليني.
وبالتالي، يكون أداء اليورو متباينًا بوجه عام في يوم التداول هذا.
وعلى نحو مماثل، ينطبق الأمر ذاته والذي يسري على أي عملة محددة على أزواج العملات.
ومع ذلك، يُعد تداول أزواج العملات بناءً على درجات الترابط المختلفة مع بعضها البعض ومع الأسواق المالية أيضًا أهم هذه الأمور قاطبة.
وكما ذكرنا في إحدى المقالات الأخرى المنشورة هنا في أكاديمية تداول الفوركس، فإنه يتم تجميع أزواج العملات في شكل أزواج رئيسية وثانوية، ويُعد هذا هو التصنيف الرئيسي لها.
ويختلف تداول زوج عملات رئيسي اختلافًا كليًا عن تداول زوج عملات ثانوي، ويتسنى بإدراك هذه الحقيقة لأي متداول الاحتفاظ بصفقات ملائمة من وجهة نظر استراتيجية ومن خلال توقعات الأرباح الصحيحة.

التداول بالأسواق المترابطة

غالبًا ما يُشار إلى أزواج العملات باعتبارها أسواق مختلفة، وهناك ترابطات متباينة ينبغي على المتداول وضعها في الاعتبار.
ودائمًا ما تضع هذه الارتباطات في الاعتبار أزواج العملات والمنتجات المالية الأخرى على حد سواء، وفيما يلي بيان الفئات الرئيسية المترابطة فضلاً عن بعض النصائح والحيل بشأن كيفية تداولها وما يتعين وضعه في الاعتبار كي يتسنى تحقيق ربح.

زوجا عملات رئيسية وزوج عملات ثانوية

نظرًا لأن سوق العملات يكون متركزًا حول الدولار الأمريكي، فإن أزواج العملات التي يكون الدولار الأمريكي أحد طرفيها تُعرف باسم العملات الرئيسية، في حين يُشار إلى أي زوج عملات آخر باسم زوج عملات ثانوي.
وكما ذكرنا سلفًا، فإن تداول الأزواج الرئيسية والثانوية يختلف اختلافًا كليًا، والأهم من ذلك كله أنه على المتداول أن ينتبه أنه لأي زوج عملات رئيسي ثمة زوج ثانوي يؤثر على حركة هذا الزوج.
وكي يتسنى توضيح هذا الأمر جليًا، اسمحوا لنا أن نضرب مثالاً، وسنشير في هذا المثال إلى زوجي العملات اليورو/ الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي (وبالتالي زوجي عملات رئيسيين)، والزوج الثانوي المتوافق اليورو/ الجنيه الإسترليني.
كي يتسنى لنا تحديد الزوج الثانوي المتوافق لهذين الزوجين الرئيسيين، فكل ما علينا فعله ببساطة هو إسقاط الدولار الأمريكي من المعادلة وستكون النتيجة زوج العملات اليورو/ الجنيه الإسترليني.
وتأتي الأحداث الاقتصادية التي تؤثر على أزواج العملات الثلاثة هذه من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة،
كما أن أي أخبار اقتصادية يمكن أن تؤثر من تلقاء نفسها على زوجين من هذه الأزواج الثلاثة على أقل تقدير.
ومع ذلك، فثمة سبيل لتداول هذه الأزواج بطريقة مترابطة، وذلك عند حدوث أي تحرك للدولار الأمريكي أو عندما يكون ثمة حدث متعلق بالدولار الأمريكي على وشك الحدوث.
فمع أي تحرك للدولار الأمريكي، سيتحرك زوج العملات اليورو/ الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي في الاتجاه ذاته.
وإذا كانت النسبة متطابقة، سيظل زوج العملات الثانوي اليورو/ الجنيه الإسترليني كما هو أو يشهد تحركًا طفيفًا.
وبعبارة أخرى، فقبل أي حدث اقتصادي هام بالولايات المتحدة، يكون السبيل الأمثل للتداول هو الاستثمار في الأزواج الثانوية، وترك الأزواج الرئيسية حتى الإعلان عن الأخبار.
وبهذه الطريقة، يتفادى المتداول التقلبات التي تكون مرتبطة بأي حدث ذيٍ صلة بالدولار الأمريكي، ومن ثم لا بد من التعامل مع تلك المخاطرة وتداول زوج من العملات من غير المفترض أن يتحرك كثيرًا، لكنه يكون ملتزمًا بنطاقات محددة.
وتجدر الإشارة إلى أن التداول بمساعدة مؤشر تذبذب من أجل اكتشاف مستويات ذروة الشراء وذروة البيع من المفترض أن يحقق عائدات مضمونة.

أزواج الين الياباني وأسواق الأسهم الأمريكية

ثمة درجة ترابط مباشرة بين أزواج الين الياباني وأسواق الأسهم الأمريكية، وتحديدًا مؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500،
وفي بعض الأوقات كان هذا الارتباط قويًا لدرجة أنه كلما تحرك مؤشر داو جونز بمعدل نقطتين، تحرك زوج العملات الدولار الأمريكي/ الين الياباني بواقع نقطة واحدة هو الآخر.
وجدير بالذكر أن هذا الارتباط ليس بهذه القوة في الوقت الراهن، بيد أنه من المؤكد أن هذا الأمر يرجع إلى عدم وجود إصدارات للأخبار الاقتصادية تؤثر على حركة التداول.
يدرك المتداولون أن ثمة ارتباط صعب للغاية للتداول حيث يواجه المتداول خيارًا قاسيًا عند اقتراب انعقاد حدثٍ متعلقٍ بالدولار: إذا كان الحدث يُحرِّك الدولار في اتجاه صعودي، فعلى المتداول حينئذ شراء زوج العملات الدولار الأمريكي/ الين الياباني وبيع مؤشرات الأسهم بناءً على احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة.
وجدير بالذكر أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الأسهم، غير أنه يُحرِّك العملة في اتجاه صعودي، وهذا أمر منطقي.
ومع ذلك، غالبًا ما يتم تجاهل هذا الأمر من خلا الترابط المباشر المذكور سلفًا، ومن ثم فإن تداول هذين السوقين عند أي حدث متعلق بالدولار الأمريكي يُعد خداعًا إلى حد ما.

الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي وسوق النفط

يعتمد الاقتصاد الكندي اعتمادًا كبيرًا على ما يحدث في سوق النفط نظرًا لارتباط نسبة كبيرة من إجمالي الناتج المحلي الكندي بصناعة النفط.
وجدير بالذكر أن تغييرات أسعار النفط ومستويات الإنتاج وأي اضطرابات متعلقة بالعرض والطلب بوجه عام تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الدولار الكندي ومن ثم زوج العملات الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي ، والذي يُعد الزوج الرئيسي الذي يمثل الدولار الكندي في الغالب.
كما أن أي أخبار إيجابية تتعلق بالنفط ستقابلها زيادة في سعر الدولار الكندي، ومن ثم يتبعها حركة أقل في زوج العملات الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي، في حين ستؤدي أي أخبار سيئة عن النفط إلى حركات أعلى لزوج العملات الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي.
ثمة بضع أمثلة قليلة للترابطات بين أزواج العملات أو بين أزواج العملات والأسواق الأخرى وتُعد ملائمة إلى حد كبير في هذه الآونة، فضلاً عن ملاءمتها منذ بضع سنوات أيضًا.
وهناك العديد من الأمور الأخرى التي يجب مراعاتها، مثل البيئات الإيجابية والسلبية، والتي اختفت مؤخرًا في ظل التباين الشديد لأسعار الفائدة في الاقتصاديات الرئيسية.

يُعد فهم هذه الترابطات ووضعها في الاعتبار قبل الشروع في أي تداول بسوق الفوركس أمرًا بالغ الأهمية لأي حساب،
وعلاوة على ذلك، فإن ذلك هو الفارق بين نجاح المتداول من عدمه.