الذهب/الدولار الأمريكي

تزايدت شعبية تداول الذهب في سوق الفوركس بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية كبديل لتداول أزواج العملات التقليدية.
وهناك عدة أسباب لذلك، حيث ينظر العديد من المستثمرين إلى هذا المعدن النفيس باعتباره حاجزًا ضد التضخم، ولأنه يخزن القيمة، مما يؤدي إلى كونه أداة “الملاذ الآمن”.
وعلى الرغم من أن سعر الذهب كان عادة يميل إلى التحرك عكسيًا مع الدولار الأمريكي، إلا أن هذا الارتباط لم يعد هو الحال بالضرورة على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب زيادة عدم اليقين الجيوسياسي.
وفي حين أن العديد من وسطاء الفوركس يقدمون الآن خيار تداول الذهب مقابل العديد من العملات بما في ذلك الفرنك السويسري، والدولار الأسترالي، واليورو، فإنه لا يزال أكثر تداولاً مقابل الدولار الأمريكي، ممثلاً بـ XAU/USD.
على الرغم من أن تداول الذهب قد لا يبدو مختلفًا للغاية عن تداول أي زوج آخر من العملات، فهذا ليس هو الحال بالفعل.
هناك استراتيجيات يجب أن توضع في الاعتبار عند تداول الذهب، ويمكن من خلال نظرة سريعة على أي مخطط تداول XAU/USD اكتشاف أن هناك تغير أقل بكثير في التقلبات.
يتحرك الذهب بشكل مباشر إلى حد ما، ويُحدِث عددًا من التحركات الكبيرة في نطاق الأطر الزمنية أقل من العملات التقليدية الأخرى.
من أجل التداول الفعّال للذهب/الدولار الأمريكي، من الضروري للمستثمر أن يكون على وعي بالعديد من العوامل التي تؤثر على هذا الزوج، وأن يكتسب فهمًا أكبر من أجل إثراء استراتيجيته بمزيد من الوعي.

دليل الذهب

ثمّن الإنسان الذهب وقدّره على مدى أجيال نظرًا لمظهره الجميل وقابليته للطرق.
ومنذ زمن مبكر في مجتمع الشرق الأوسط قبل 2500 عام، كان الذهب سمة من سمات التجارة البشرية، وهذا يعني أنه هو أقدم شكل من أشكال العملة التي لا تزال تُستخدم ومعترف بها حتى الآن.
يُعرف الذهب بأنه يحتفظ بقيمته في كل الكوارث الطبيعية، والحروب، وحتى سقوط الإمبراطوريات، وبالتالي فإنه يعرف باسم سند “الملاذ الآمن”.
وعلى الرغم من حقيقة أن الذهب يحتفظ بقيمته جيدًا، ومع ذلك، فإن قيمته كانت ترتفع وتنخفض بما يؤثر على مصالح المتداولين على مدى السنوات الأخيرة.
ففي الفترة بين عامي 1980 و2000 كان هناك اهتمام بسيط مفاجئ بتداول الذهب بسبب الطبيعة المرتفعة للغاية لسوق الأسهم خلال تلك الفترة جنبًا إلى جنب مع النمو الاقتصادي القوي.
وعلى مدى 20 عامًا تقريبًا، ظل سعر الذهب بين 300 و500 دولار أمريكي للأونصة.
ومع ذلك، على مدى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ الاهتمام بتداول الذهب ينمو مرة أخرى، وبعد الأزمة المالية الكبرى في عام 2008، ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق ليصل لأكثر من 1،900 دولار أمريكي للأونصة في عام 2011.

إن تداول الذهب باعتباره معاملة فوركس هو وسيلة رائعة للمستثمرين لتنويع محفظتهم مع الاستفادة من الخصائص المتأصلة للذهب، دون الحاجة إلى شراء الأصول المادية فعليًا.
والذهب هو أداة مرنة وسهلة لتداول الفوركس حيث يمكن استخدامه في أي مكان وفي أي وقت، دون وجود أي تكاليف أو مشاكل مرتبطة بالتخزين المادي للذهب فعليًا.
من المهم أن نتذكر أن قيمة الذهب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوضع الاقتصادي للسوق، وإذا كان هناك ركود أو أزمة مالية، فإن الاستثمار في الذهب سيرتفع، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب خلال فترات الضائقة الاقتصادية.
ويتطلب تداول الذهب إيداعًا كبيرًا، حيث إنه عادة ما يكون استثمارًا طويل الأجل ذا انتشار كبير إلى حد ما.
وهذا يقلل من الوصول العام إلى تداول هذه الأداة.

اقتصاد الولايات المتحدة والدولار الأمريكي

في عالم التمويل الدولي، يملك الدولار الأمريكي وظيفة مميزة.
فهي العملة التي تُقبل في معظم الأحيان للاحتياطيات في جميع أنحاء العالم، وهي أيضًا العملة المفضلة لتسوية المعاملات النقدية بين مختلف البلدان.
ويُعد الدولار الأمريكي العملة التي تحتفظ بها معظم البنوك المركزية في العالم بغالبية احتياطياتها من العملة الأجنبية، وتُعرف هذه العملة بأنها قوية لدرجة أن هناك عددًا من البلدان الصغيرة التي اختارت أن يكون الدولار الأمريكي عملتها بدلاً من الاحتفاظ بعملة خاصة بها.
وهناك أيضًا العديد من البلدان الصغيرة الأخرى التي تربط عملاتها الخاصة بقيمة الدولار.
وفي حين يمكن تداول الذهب مقابل العملات الأخرى، إلا أن الدولار الأمريكي هو ما يُستخدم عادة لتحديد سعر الذهب، وكذلك سعر عدد من السلع المعروفة الأخرى، وتستخدم دول الأوبك الدولار عند إجراء المعاملات النفطية حول العالم.
وبسبب هذه العوامل الكثيرة، من السهل أن نرى لماذا أصبح الدولار الأمريكي العملة الأكثر تداولاً والأهم في العالم.
مع تداول الكثير من العملات مقابل الدولار مقارنة بأي عملة عالمية أخرى، من الضروري لأي متداول يريد أن يستثمر في سوق الفوركس أن يكتسب فهمًا جيدًا للاقتصاد الأمريكي، والعوامل التي تؤثر عليه، قبل الدخول في أي صفقة تداول.

العوامل التي تؤثر على زوج XAU/USD

سوف تتأثر قيمة الذهب دائمًا بصحة الاقتصادات العالمية حسبما تُقاس ببيانات العمالة، وأسعار الفائدة، والتضخم، ونمو الناتج المحلي الإجمالي.
كما أن للسياسات النقدية الخاصة بالبنوك المركزية الرئيسية دور في التأثير على قيمة الذهب في سوق الفوركس، كذلك فإن ديناميات العرض والطلب تمثل أيضًا عوامل أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار عند الاستثمار في هذه الأداة.
إن الذهب هو أصل يصعب تقدير قيمته.
والذهب مثله مثل اليورو أو الدولار الأمريكي، فهو مقبول في جميع أنحاء العالم، وقابل للنقل، ودائم. ومع ذلك، خلافًا للعملة التقليدية، فليس له اقتصاد أساسي داعم بما يشمل بنية تحتية، وشركات، وموظفين.
وهذا يجعل الذهب أشبه بسلعة مثل الحبوب أو النفط، ولكن ما يجعله مختلفًا عن السلع الأخرى هو أن قيمة الذهب سوف تتقلب في كثير من الأحيان بشكل مستقل عن ديناميات العرض والطلب، مع ملاحظة أن سلوكيات المتداول وعواطفه تدفع بعض الاتجاهات الرئيسية في هذا المعدن النفيس.
عادة ما كانت إحدى أفضل الطرق لتحديد سعر الذهب هو النظر في مستوى أسعار الفائدة الحقيقية: أي، سعر الفائدة مطروحًا منه التضخم.
وإذا كان سعر الفائدة الحقيقي منخفضًا، فإن أساليب الاستثمار مثل السندات أو النقد سوف توفر عوائد منخفضة للغاية، مما يشجع المتداولين على إيجاد طرق أخرى لحماية ثرواتهم.
وعلى العكس من ذلك، إذا كانت أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة، فمن الممكن تحقيق عائد جيد على السندات والنقد، ونتيجة لذلك سوف يتضاءل الاتجاه إلى الذهب.